دائما ما يتم التحدث في الاجواء الدينية و الاسلامية و الاخلاقية عن حقوق الاباء على الاولاد و كيف ان الابناء يجب ان لا يعقوا اباءهم و يجب ان يطيعوهم و يغفلون الحديث عن حقوق الابناء على الاباء من قبل الولادة حتى ماشاء الله
فبداية أخي / أختي الرجل و المرأة يجب عليكم و من باب حقوق ابناءكم ان تختاروا الشريك المناسب و اللائق دينيا و أخلاقيا إن جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه و بالتالي هذه الخطو تعد من الحقوق الباكرة التي يجب ان تتوفر لهذا الابن فيجب ان تكون امه امرأة صالحة و كذلك أبوه فيجب أن يبدأ الاب بنفسه فيصلحها لكي يستعد نفسيا لكي يكون ابا بمعنى الكلمة.
ايضا يجب على الاباء اختيار الوضع و الوقت و الزمان و الظروف المناسبة التي تهيئ الطفل لكي يكون صالحا فيجب عليهم اجتناب النواهي الشرعية و حتى المكروهات لكي تنعقد النطفة ببركة محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين - اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين - على الخير و البركة و في ذلك مقدمات و هي الاكل الخالي من الشبهات فضلا عن الاكل الحرام سواء حرام المصدر اي ان يكون مسروق أو حرام المنشئ كاللحوم المحرمة و التي لم تذبح بالطريقة الاسلامية ، كل هذا و غيره يؤدي و لو على المستوى الادنى إلى انعقاد النطفة بصورة صحيحة وطاهرة.
و إلحاقا على ما ذكرنا في النقطة السابقة و الذي يغفل عنه الكثير و الذي يتعلق بمرحلة الحمل و التي تتميز بأنها مرحلة بناء الطفل داخل رحم الام و الذي يتغذى منها و بالتالي يجب عليها ان تحتاط في اكلها و كذلك مسألة الاعمال و المشاهد التي تعملها الام او تشاهدها فإنها تؤثر على الطفل فكيف نريد ان ينشئ ابناؤنا بصورة صحيحة و نحن لا نترك حتى المحرمات و انا اقصد على وجه الخصوص التلفاز و ما يعرض عليه من صور غير لائقة نعتبرها نحن عادية و هي في حقيقة الامر تؤثر على الطفل ، فغريب اننا نرعى الحالة الصحية و النفسية للمرأة لكي لا يؤثر على الجنين لكن في نفس الوقت لا نمانع من ان تجلس الام امام التلفاز لكي تشاهد الاغاني الفاضحة و المشاهد الجريئة و التي تؤثر على الجنين تأثيرا كبيرا .
و بعد الولادة يجب ان يقتصر دور الاب و الام على المراعاة الخارجية فبداية التسمية فيجب ان يحسن الاب تسمية الابن فيجب ان نلاحظ أن الدور الاول للاب و المحاسبة يوم القيامة للاب و هو المسئول الاول عن التربية و بالتالي يجب عليه ان يتفق هو و زوجته على اسلوب تربية مناسب لكي لا يختلفوا و يؤدي هذا إما لفساد التربية او تنامي مشاعر خاطئة لدى الابن تجاه الابوين و لو بعد حين .
فاختلاف التربية و التعامل بين الوالدين و ابناءهم يؤدي إما تقرب الابن من أحد الوالدين كرد فعل عن قسوة الطرف الثاني و لين الطرف الأول و ايضا قد يستمر الابن في ارتكاب بعض الاخطاء او مخالفة لتعليمات الاب و إخفاء الام ذلك عن الاب على سبيل المثال.