قصة في صدق التوكل على الله

في 17 رمضان الماضي 2007 خرجت أنا وصديقي وسائقه أخذنا زكاة ماله وذهبنا إلى خط الساحل للقرى الفقيرة نوزع زكاة ماله كنا ثلاثة أشخاص في السيارة كانت الأموال موزعه في ظروف كل ظرف فيه 5000 ريال
خرجنا من إحدى القرى وكانت الساعة 3 ظهرا وبينما كنّا على الخط الرئيسي خط جده جيزان تقريبا بعد الليث إذا برجل كبير السنّ ولكنه صلب قوي البنية ملتزم(نحسبه كذلك ولا نزكّي على الله أحدا) عمره 70 سنه أو أكثر يمشى على الخط العام فتساءل صديقي ما الذي يفعله في هذا المكان وفي هذا الوقت في الصحراء قال السائق :أكيد يمني دخل خلسة
وقفنا عند الرجل وسلمنا عليه سألناه من أين الأخ : قال من اليمن أين تذهب قال : مشتاق إلى بيت الله قلنا له دخولك نظامي قال : لاوالله خلسة قلنا له لم قال عليّ أن ادفع 2000 ريال تامين وأنا معوز لا أملك إلا 200 ريال ركبت ب 100 ريال وبقي لي 100 ريال
قلنا ياعم كم دام مسيرك قال : 6 أيام
قلنا : مفطر
قال : لاصائم
قلنا انتصفت المسافة وتجاوزت أكثر من 5 نقاط تفتيش أمنية كيف تجاوزتها
قال : والله الذي لا اله إلا هو أمر من عندهم ولا يكلّمني أحد يبدو انّهم لم يروني
قلنا: جئت تشتغل
قال : لا والله مشتاق إلى بيت الله أريد أن أعتمر أقصد مكة
قلنا: الدوريات لم يقبضوا عليك
قال : قبل نصف ساعة مسكتني دوريه قبل مسافة 50 كلم وأخذوني إلى القسم على بعد 1 كلم من هنا سألوني أين تذهب حلفت لهم بالله أنى اقصد بيت الله فأطلقوا سراحي
قلت في نفسي سبحان الله ربى سخّر لك رجال الأمن ينقلونك بسرعة إلى هذا المكان حتى ييسر الله لك هذا المحسن
قام صديقي وأعطاه ظرفين قال خذ هذه زكاه المال أخذها الرجل وقال جاازكم الله خيرا طبعا لم يكن على علم بقيمة المبلغ لكن السائق قال يجب أن يعرف ما معه حتى ينتبه لنفسه فقد يسرق
سأله السائق قال تعرف العملة السعودية قال نعم قال افتح الظرف وأخف النقود في حزامك حتى لا تضيع
فك الظرفين و لما اكتشف قيمة الظرفين 10000 ريال
قال : كلها لي
قلنا نعم لك سقط على الأرض مغمى عليه نزلنا من السيارة وجلسنا نرشه بالماء
وهو يصيح (( كلها لي .... كلها لي وجلس يبكى بكاء يفتّت الحجر ))
المهم صديقي صاحب الشان قال لنوصله معنا قليلا ركب معنا السيارة ولما استراح قليلا
سألته ياعم قبل أن نقابلك وأنت ماش بم كنت تفكر بصراحة؟؟؟

قال أنا عندي بيت في اليمن وعندي قطعه ارض بجانبه وهبتها لله وبنيت عليها مسجدا أنا وأولادي من الحجر والطين والمسجد انتهى من البناء لكن بقي الفرش وأشياء بسيطة وكنت أفكّر كيف افرش هذا المسجد
كلنا بكينا بكاء شديدا
وتذكرت
قوله صلى الله عليه وسلم(( من كان همه الآخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها))
وقوله صلي الله عليه وسلم :
' من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهى راغمة ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
عندها أشرت لصديقي أن يعطيه زيادة فأعطاه ظرفين زيادة ليصبح المبلغ 20000 ريال وقبل أن ينزل الرجل من السيارة كان يتمتم ويدعو وهو يبكي
قلت له : بم تدعو ؟؟
قال : أن يربط الله على قلبي
تركنا الرجل في الصحراء وتذكرت
((لو أنكم تتوكلون علــى الله حــق توكلــه ، لرزقكــم كمــا يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً )) رواه الترمذي
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

((لو أنكم تتوكلون علــى الله حــق توكلــه ، لرزقكــم كمــا يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً )) رواه الترمذي
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

تسلم ايدك على هذا الطرح الاكثر من رائع
تقبلى مرورى
زيزووووووو

قصة في صدق التوكل على الله 1262210189