بين جدران مملكتي كانت البداية ...كانت بداية الالا والاحزان وارتسمت الاحلام والذكريات ...أحلام ارتسمت وألام انتشرت في كل زاوية ومكان بين جدران مملكتي...
مع ساعات الليل الجميل وما يحمله من نسمات الهواء العليل ومع دقات القلب الحزين وفي كل ليلة ومع همسات اوراق الشجر وخفيف الرياح وانفاس البشر واصوات ازمة البنيان ...أركض الى مملكتي تلك المملكة التي اعشقها وعانقت جردانها منذ سنين الطفولة....أحببتها وعشقتها بكل معني العشق والحب....
ففي كل ليلة ومنذ سن الثانية عشر من العمر وفي تمام الساعة الحادية عشر أو بعد ذلك بقليل من الوقت أتوجه اليها داخلة اياها بكل شوق وحنين مغلقة الأبواب والشبابيك مغطية جردانها بالستائر التي تزينها الورود المنتشرة عليها والتحف والصور المبعثرة في كل ركن وزاوية من زواياها.....
حكاية صمت ابتدأت بها.....حكاية حلم رسمت حولها ....وعلم وعمل تحقق بداخلها ...نجاح وامتياز كانت نتائجها......
كم لجدرانها الهادئة التي يلونها اللون الذهبي من حب جميل في قلبي...أشتاق اليها كاشتياق الأم لولدها...همسات صوت بشر وضوء ساطع من نافذتها انه ضوء القمر...ونجم تلألأ في سماء فوقها كأفق السهر....
مملكتي كم أهواكي فلن اعشق يوما سواكي ..بكيت فيكي مرارا وتكرارا ولن أحد سمعني سوى جدرانك العاتية ...سوى اضوائك الخافتة ...حاكيت جدرانك عدي المرات ..أحببت وسادتي وشكيت لها همومي وسمعت ألامي وعلى اطرافها مسحت دموعي.....
ألام كانت وأهداف بنيت وأمال تمنيت وحسرات بكيت داخلكي يامملكتي ....
ياااااااااااااااااااااه.......ياااااااااااااااه ........فكم أهواكي ولن أفكر أن أنساكي...
أودعك كل صباح على أمل اللقاء تاركك خلفي بكل شوق وولاء ....
أحبكي مملكتي ........واحببتكي .......وسأحبكي......
وهكذا كانت فصتي بين جدران مملكتي.........